يجرى حب السلطة و السلطان فى أدمغة و أحلام العرب مجرى الدم فى العقول. و فى سبيل الوصول إلى تلك السلطة فكل شىء مباح و مقبول حتى ولو وصل الأمر للكذب على رسل الله و التدين بدين معين مادام هذا الدين سيوصل للسلطة. حكاية الإسلام مع السلطة بدأت فى أول شهور الدعوة. قالها عتبة بن ربيعة -وهو من كبار الرافضيين للإسلام و ممن قتلوا فى أول حروب المسلمين - صراحة لزعماء قومه "اتركوا محمد و خلوا بينه وبين العرب, فإن غلبوه فقد كفوكم شره, وإن غلبهم فعزه عزكم و ملكه ملككم". ظل الرجل يكرر هذه المقولة حتى مقتله فى غزوة بدر. بالنسبة له و لكثيريين غيره لا مانع من إتباع دين معين مادام فى النهاية سيأتى بالملك . مات الرجل قبل أن يتنشر الإسلام و لكن ظل هناك الكثيريين غيره ممن وجدوا فى الدين الجديد مأثرة و إمارة وخير وسيلة للسطلة. ولا عجب أن يكون أول من أسس لفكرة وراثة الأبن لأبيه هو حفيد عتبة بن ربيعة (معاوية بن أبى سفيان) لبنته هند بنت عتبة بن ربيعة . و لعل هذا ما منع أهل مكة من أن يرتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قام فيهم سهيل بن عمرو خطيباً و أكد لهم أن هذا الدين سيتم وسينتشر فى مشرق الأرض و مغربها. لا ندخل قلوب الناس لنعرف نواياهم ولكن فقط نحاول فهم ما يجرى حولنا من ظواهر بما تسعفنا به عقولنا
آل الأسد فى سوريا, و القذافى فى ليبيا, و صدام بالعراق, وبن على فى تونس ماهم إلا النسخ الجديدة من يزيد بن معاوية, و ابن زياد, والحجاج بن يوسف و لن يكونوا اخر مهاوييس العرب بالسلطة